كيف عمّت فوضى الملاحة في المرحلة الافتتاحية من رالي داكار 2022؟

خرج العديد من المشاركين من المنافسة على الفوز في أولى المراحل الكاملة من الحدث بالقرب من حائل، حيث واجهوا تحديًا بالغ الصعوبة مع الملاحة داخل الصحراء الشاسعة للمملكة العربية السعودية.

ضاع العديد من سائقي ودراجي المقدمة قبل 70 كلم فقط من خط النهاية على مسار رملي متعرج، ما خلّف صورًا خلّابة لهم وهم يبحثون عن الطريق الصحيح.

لكن ذلك تسبب أيضاً بمشكلة متعلقة بالسلامة، حيث ارتفع خطر وقوع الحوادث مع وصول السيارات بينما عبرت أنواع مختلفة من المركبات في اتجاهات معاكسة.

وقد صرّح ناني روما سائق "البحرين رايد إكستريم" بأنه كاد أن يرتطم بكارلوس ساينز سائق آودي بعدما مرّ على قمة صخيرية، مُشيرًا إلى أنهما تفاديا تلك الحادثة بسنتيمترات قليلة.

فيما كان ساينز من بين أكثر من تضرروا خلال تلك المرحلة، حيث خسر أكثر من ساعتين في محاولة يائسة لإيجاد الوجهة الصحيحة.

وضمن كتيّب الطريق للمرحلة الأولى من داكار 2022 والذي اطّلع عليه موقعنا "موتورسبورت.كوم"، فقد كان هنالك تفرّع في جهة اليمين عند الكيلومتر 257.6 والذي كان في اتجاه 42 درجة. وعند ذات المنطقة، محدد بأنه وبعد 200 متر يجب أن يتغيّر المسار إلى "مسار وسطي بعشر درجات إلى اليسار واتباع المسار الرئيسي".

وبعد 10 كيلومترات، إثر ثلاث ملاحظات أخرى، كان هنالك نقطة مرور مخفية جعلت الوضع أكثر تعقيدًا حيث يُحسب أنك مررت بها إذا تجاوزتها ضمن نطاق 200 متر من مركزها. ونتيجة لذلك، قرر العديد من المشاركين تركها وتعرضوا إثر ذلك لعقوبة 15 دقيقة.

وضمن لقاء له مع موقعنا "موتورسبورت.كوم" دافع دايفيد كاستيرا مدير داكار عن كتيّب الطريق قائلًا: "لقد كانت ملاحظة بسيطة للغاية. النقطة الأساسية هي ما تم تحديده (باتّباع المسار الرئيسي). كثيرون أخطأوا في ذلك كون المسار الرئيسي تحول بعد ذلك إلى اتجاهات مختلفة وذلك ما تسبب بتلك الحيرة".

وأضاف: "لكن هكذا هو الوضع، الجميع يتذمرون يوميًا حيال ملاحظة معقّدة. لقد كانت واضحة، والأمر ذاته على الجميع. وبعضهم نجح في الوصول والبعض أخفق في ذلك".

وتابع: "إنها وظيفة معقدة للغاية، ولكن عليكم أن تفهموا أمرًا واحدًا، ناصر العطية لم يرتكب أية أخطاء، وهو ما يوضّح أنه من خلال اتباع المؤشرات تمكن من إيجاد النقطة المطلوبة. الوحيد الذي خسر الكثير من الوقت من سائقي المقدمة هو كارلوس".

من جهته، كان أليكس هارو - ملّاح ناني روما ويعتبر من بين أفضل ثلاثة ملاحين في الحدث - محبطًا كذلك بافتقار كتيب الطريق للوضوح، حيث خسر ساعة في محاولة إيجاد المسار الصحيح.

فقال: "حاولنا إيجاد المسار الرئيسي كما كان موضحًا، لكنه تغير من اتجاه عند 10 درجات إلى 300 درجة. وكانت هنالك لحظة شاهدنا فيها سيارة أخرى على اليمين وذهبنا في هذا الطريق. لكننا أدركنا أنه الطريق الخاطئ وعدنا إلى البداية. مع اتباع اتجاه العشر درجات أحرزنا التقدم، ولكن كانت هنالك مرحلة لم نعلم فيها أين المسار الصحيح لأنه كان هنالك الكثير من الخطوط".

وأكمل: "المشكلة هي أنه في السابق عندما كان لدينا رجال الخرائط (خبراء في تأويل الخرائط وبات غير مسموح بوجودهم في داكار منذ 2020)، كان بالإمكان فحص التفاصيل الصغيرة للتنظيم. الآن عليهم تقبّل أن هنالك أمورًا يمكن فهمها على نحوٍ خاطئ، لكنني أخبرتهم العام الماضي أنه لا يمكنك منح مسار كمرجع على تضاريس كهذه ومع هذا الكم من المشاركين".

وأردف: "نتقبّل الصعوبة الملاحية، لكن عندما تكون لديك طلبات، عليك أن تكون مثاليًا. ليست لدي مشكلة مع عدم وجود خبراء الخرائط، وأية مساعدة خارجية، لكن عندها يجب أن يكون كتيب الطريق بلا أية أخطاء تمامًا، إذ أنه عندما تخسر الكثير من السيارات والدراجات، يكون هنالك أمر خاطئ".

من جانبه، أوضح ماثيو بوميل ملّاح العطية أن العامل الأساسي في تحقيقهما للفوز بالمرحلة كان ببساطة اتّباع كتيّب الطريق.

حيث قال: "لم يكن بالإمكان القيام بعمل أفضل من هذا بعد الانطلاق من المركز العاشر هذا الصباح والفوز بالمرحلة من دون أية أخطاء. كل السيارات في الأمام ضلّت الطريق، ونحن اتّبعنا فقط كتيب الطريق ولوب تبعنا، حيث كان محظوظًا جدًا بذلك. كانت هنالك مسارات في كل مكان وكان من الصعب إيجاد الطريق الصحيح، لكننا لم نقم بأمور مجنونة خارج المسار وكان ذلك العامل الأساسي: اتّباع المسار".