انطلاق رالي داكار 2020 في المملكة العربية السعودية

أزاحت احتفالية منصة التتويج، التي أقيمت على شواطئ البحر الأحمر أمام الجماهير السعودية، الستار عن الدراجين، والسائقين والطواقم المقيمين في جدّة.

الآن، أصبحت الإجراءات والاحتفالات من الماضي، سينطلق السباق إلى الشمال نحو الوجيه، حيث ستنتهي المرحلة الأولى الممتدة على مسافة 752 كيلومتر، التي تتضمن مرحلة خاصة بطول 319 كيلومتر ستدفع المتنافسين إلى حدودهم القصوى. 

منصة تتويج متنوّعة

الوصول لمراسم الافتتاح يعتبر بمثابة الفوز بالفعل للعديد من المتنافسين الذين بذلوا وقتهم، وطاقاتهم ومواردهم للتحضير لرالي داكار على أكمل وجه ممكن. بالنسبة لهم، كانت تلك أمسية مُستحَقة قبل خوض السباق.

استمتعت عائلات جدّة، المعتادة على التنزّه عند الكورنيش، بعرض تخلله تقديم المتنافسين ومركباتهم مع الموسيقى والألعاب البهلوانية على خلفية ملوّنة حول سلسلة من الحاويات الضخمة. ظهر أبرز المرشحين على الساحة بعد حلول الظلام على أنغام فرقة كانديان التي غطّت أغاني مثل "بورن تو بي وايلد"، و"يو ليف يور هات أون" أو "بايبي يو كان درايف ماي كار".

وكما كان متوقّعاً حصد النجم المحلّي يزيد الراجحي أكبر قدر من الهتافات. حيث دعا سائق تويوتا مشجعيه للقدوم ومشاهدته على منصة التتويج في القدية خلال أسبوعين... حيث يأمل في التتويج باللقب هذه المرّة.

من أخ لأخيه في عائلة ميتج

أكّدت قائمة المنطلقين الرسمية أنّ مايكل ميتج لن يشارك في النسخة الثامنة له (وربّما الأخيرة) من رالي داكار بسبب إصابة في الركبة. ليقرّر فريق شيركو تعويضه بشقيقه أدريان، الذي كان جزءاً من الفريق لعدّة سنوات لكنه قرّر عدم المشاركة في نسخة 2020.

كان ذلك تحوّلاً دراماتيكياً في الأحداث للشقيق الأصغر، الذي وجد نفسه مجبراً على الاستعداد للرالي مع تبقّي أقلّ من أسبوع على انطلاقه.

حيث قال: "من حسن الحظّ أنّنا شقيقان ولدينا نفس مقاس الملابس والأحذية... أنا أرتدي حتّى سترته حيث اسم ’مايكل‘ مطبوع على الظهر!".

قبل لحظات من تسلق منصة التتويج وإرجاع درّاجته لبرّ الأمان، يشعر الدراج صاحب الرقم 11 بالفعل بالارتياح في دوره الجديد حيث تحدّث حتّى عن أهدافه، فقال: "شعرت العام الماضي بخيبة أمل حيث أكملت السباق في المركز 22 بعد أن توليت القيادة مع كسر في اليد ونلتُ عقوبة كبيرة".

وأكمل: "على الرغم من أنّ وتيرتي كانت جيدة بما فيه الكفاية للوصول للعشرة الأوائل. آمل أن أستمرّ بنفس النسق بعد أن تدرّبت على مدار العام. أشعر بأنّني لم أفقد شيئاً من قوّتي بالرغم من أنّني لم أشارك في العديد من السباقات هذا الموسم".

ناصر العطية: "يجب أن نفهم هذا السباق مجدّداً"

يبدو الفائز برالي داكار في ثلاث مناسبات كأبرز مرشح بعد أن سحق منافسيه خلال هذا الموسم مع ملّاحه ماثيو بوميل.

مشاهدة الشرق الأوسط يحتضن رالي داكار عزّزت بالفعل من ثقته العالية بالنفس وحفزته أكثر.

فقال: "نحن هنا كي ندافع عن لقبنا. حققنا الفوز في ثلاث مناسبات، لكنني أعلم أنّ الأمور ستكون صعبة مع إقامة الرالي في الشرق الأوسط. المناظر الطبيعية هنا خلّابة، أعرف بعض المناطق جيداً".

وأكمل: "شاركتُ في سباقين هنا، في 2008 و2011، وفزت بهما بكليهما. لكن الأمور لن تكون سهلة على الإطلاق، يجب أن نفهم هذا السباق، فهو جديد كلياً بالنسبة للجميع".

وتابع: "إنّه مزيج من المسارات التي تذكّرني بأفريقيا، والمغرب وأمريكا الجنوبية. لم أعتقد في يومٍ من الأيّام أنّ رالي داكار سيقام في منطقتنا عندما بدأت مسيرتي، وأنا الآن على بُعد 30 دقيقة جوّاً من موطني! الفوز هنا سيكون بمثابة الحلم".

أدريان فان بيفرين: "يجب أن تكون مستعداً لكلّ شيء، لكنك لا تستطيع توقّع كلّ شيء"

يعلم قائد فريق ياماها ما يعنيه الانسحاب من السباق عندما تكون منافساً على تحقيق الفوز لسنتين على التوالي.

ولكن، لا زال الدراج الفرنسي متفائلاً كما هو الشأن دائماً.

حيث قال: "استفدت من العامين الماضيين لكسب أكبر قدر ممكن من الخبرة وللتحسّن أكثر. أشعر بالارتياح مقارنةً بالعام الماضي، عندما كنت متعطشاً للانتقام. ستحدّد الملاحة السباق، وهو أمرٌ أستمتع به".

وأكمل: "أنا مستعدّ لبذل أقصى ما لديّ لتحقيق الفوز. تحسنت كثيراً هذا العام، لم أعاني من أيّة إصابات وأشعر بالهدوء والارتياح. يجب أن أؤمن بنفسي وألاّ أستسلم".

واختتم: "تعلّمتُ أن أكون صبوراً. تستطيع أن تكون جاهزاً للفوز برالي داكار ومع ذلك تخسر في نهاية الأمر. يجب أن تكون مستعدّا لكلّ شيء، لكنّك لا تستطيع توقّع كلّ شيء".