مقابلة حصرية مع جان مارك فورتين مالك فريق "أوفردرايف ريسينغ"

التحدث مع البلجيكي فورتين الملاح السابق في بطولة العالم للراليات وفي الراليات الصحراوية يجعلك تدرك أهمية ما يحصل على "الكثبان الرملية" إذا صحّ التعبير إذ لا يتردد في قول ما يفكر به لمصلحة كأس العالم للراليات الصحراوية، كما لم ينسَ أن يتحدث عن نجمه الأوّل في الفريق القطري ناصر صالح العطية.

بداية وبعد عام أو أكثر من انضمام ناصر صالح العطية إلى فريق "أوفردرايف ريسينغ" بات الفريق اسمًا كبيرًا في عالم الراليات الصحراوية بعدما شارك العام الماضي في 6 راليات وفاز بها وللأسف هناك خيبة أمل رالي داكار، قبل أن يعود إلى سكة الانتصارات في باخا دبي وحالياً هو في صدارة رالي أبوظبي الصحراوي، فكيف تلخص كل هذا؟

ـ لقد قمت بمقدمة جيدة فباستثناء الخسارة في رالي داكار حققنا الفوز في 7 راليات من أصل 7 شاركنا فيها في كأس العالم للراليات الصحراوية الطويلة الـ "كروس كاونتري"، ونحن هذا العام نحتفل بمرور 10 أعوام على تأسيس الفريق الذي أبصر النور عام 2007...

هذا الفريق شاب ولكنه يحقق النتائج الرائعة؟

ـ نعم نحقق النتائج الجيدة، كما فعلنا في الماضي في رالي داكار، ما سمح لنا بالتعاقد مع أفضل سائق في العالم في الراليات الصحراوية وهو القطري ناصر صالح العطية، هذا ما يدفعنا بدون أدنى شك للاستيقاظ كل يوم ونحن نفكر ونبتسم أنّ أفضل سائق هو ضمن صفوفنا ويمنحنا العديد من الأفكار ويرفع الفريق إلى مستويات عالية ولدينا شعور جيد بالعمل مع بعضنا البعض، وأنا أعرف ماذا يفضّل ناصر ونحن نحاول أن نؤمن له كل ما يريد وفي الوقت الحالي لم يخيب آمالنا.

الفريق قبل ناصر كان في حقبة وبعد ناصر بات في حقبة أخرى، فهل بإمكانك أن تحدثنا عن هذا التغيير؟

ـ في حال نظرت إلى الماضي كان لدينا السائق السعودي يزيد الراجحي ضمن صفوفنا والعديد من السائقين وكنا نفوز ضد ناصر عندما كان مع "ميني" ولكن كنّا في المركز الثاني وحاليًا أعتقد أننا خطونا خطوة إضافية وبتنا في المركز الأول ولم نعد نخاف من "ميني" لأنه لدينا ناصر وكل الفريق يصعد للأمام.

من المؤسف ما حصل في داكار ولكن عندما ندقق بالنتائج نرى أن سائقنا خوان "ناني" روما كان يحتل المركز الثالث وجينيل دي فيلييرز في المركز الخامس، وناصر فاز بالمرحلة الأولى وحلّ ثانياً في المرحلة الثانية وبالتأكيد عندما يكون لديك في الفريق زميل مثل ناصر تدرك جيدًا أنه عليك دائمًا أن تقدم الأفضل. لقد بات اسم "أوفردرايف" ظاهرًا للعيان كما أعتقد أننا قمنا بالترويج للعلامة التجارية "تويوتا" وناصر سعيد جداً داخل السيارة ويستمتع بقيادتها.

لنتحدث قليلاً عن برنامج تويوتا في بطولة العالم للراليات "دبيلو آر سي"، فهل هناك أي تعاون مع المصنّع الياباني أو أي ارتباط بين "تويوتا " اليابان و"تويوتا" جنوب أفريقيا؟

ـ نحن لسنا فريق "غازو" اليابان بل "غازو" جنوب أفريقيا مع حصولنا على بعض التمويل من أوروبا ولم يسبق لنا أن جلسنا مع أناس من اليابان، ففي بعض الأحيان هناك مسابقات محددة وأنا أعتقد أن الراليات الصحراوية هي منافسة فريدة من نوعها. في بعض الأحيان يكون هناك اتصال مع مصنع تويوتا المشارك في "لومان" في بولونيا والذي يبتعد عن مقرنا 80 كيلومترًا فقط، ولكن من الصعب في بعض الأحيان إيجاد الروابط مع بعضنا لأن هؤلاء الأشخاص لديهم مسابقاتهم الخاصة وقوانينهم...

عندما تكلمنا معك سابقًا قلت لنا أنك تحتاج لوضع المال على الطاولة من أجل إبقاء ناصر في صفوف الفريق، فهل تمكنت من الحصول على الدعم اللازم لفعل ذلك هذا العام، علمًا أن "غازو" جنوب أفريقيا يدفع المال حاليًا؟

ـ سوف يبقى ناصر في صفوفنا لنخوض معه باقي جولات كأس العالم للراليات الصحراوية ورالي "سيلك واي" (طريق الحرير) لأنني أعتقد أن هذا الرالي بات مهمًا في الروزنامة، وعلى سبيل المثال ستكون هناك 3 سيارات من بيجو مقابل 3 سيارات رسمية من "تويوتا" حيث سيشارك الثلاثي ناصر وجينيل وليروي بولتر، لذا من الممكن أن نشهد منافسة بين "بيجو" و"تويوتا" إلى جانب بعض سيارات "ميني" ومن الجميل أن نشاهد هذه المنافسة بيننا والّتي حصلت في داكار.

في حال أردنا التكلم عن الفريق الرسمي سوف نعيد مع ناصر ما قمنا به العام الماضي وأعتقد أننا الاثنان سعيدان بالنتيجة.

لنتكلم عن داكار ونحن نعرف أن ناصر سعيد مع فريق "أوفردرايف" ولكنه لم يكن سعيدًا من التعامل مع "غازو تويوتا" جنوب أفريقيا، فهل بإمكانك أن تشرح لنا حقيقة ما حصل؟

- في داكار بعض التفاصيل الصغيرة يمكن أن تكبر وتكبر وتصبح تفاصيل سلبية، وقد توجب علينا أن نواجه مع بداية التعاون مع "غازو" جنوب أفريقيا، وحتّى مع نيسان سابقًا وهم الأشخاص ذاتهم، أننا من يهتم بالأمور اللوجستية ولكن من الناحية التقنية نحن منفصلون عن بعضنا. المشكلة الأساسية أن فريق "غازو" جنوب أفريقيا أراد أن يسيطر على ناصر من الناحية التقنية ونحن في المقابل قدمنا السيارة الّتي تم تصنيعها في بلجيكا ولكن افتقدنا للتجانس ولم تسر الامور على السكة الصحيحة، وهذا أمر واضح منذ البداية مع الحريق الذي شبّ في سيارة ناصر منذ المرحلة الأولى وربما في بعض الأحيان عندما تضع العديد من الناس في شركة واحدة لا تعمل بشكل جيد، وهذا الأمر ينطبق في بعض الأحيان على اليابانيين الذين يأتون للعمل في أوروبا حيث لا ينجحون...

حاولنا تصحيح بعض الأمور ولكن بسبب الضغط الكبير في داكار لم تسر الامور وأنا أتفهم ناصر وتصرفاته، فهو كان سعيدًا من السيارة ولكن ليس من الأجواء المحيطة بالفريق وقمنا بتصحيح ذلك مرات عدة قبل انطلاق المنافسات ولكن الخلل كان قد حصل. جلسنا معًا في جنوب أفريقيا وقررنا أن نمسك نحن الأمور بكاملها فعندما تشارك في 6 راليات وتفوز بها، وكأنك تملك سريرًا جميلاً تنام عليه يوميًا ولكن في لحظة ما تقرر أن تبدّل هذا السرير بآخر! فلماذا علينا فعل ذلك؟

حاليًا أنت الفريق الرقم 1 في الراليات الصحراوية في حال وضعنا "بيجو" جانبًا، فهل تفكر بالمستقبل بعد ناصر؟

ـ لدينا أفكار وبرامج للمستقبل ونحن نتقارب مع العديد من الاشخاص، ولنقل أننا سنحاول أن نعمل على إيجاد دم جديد فناصر هو مثال رائع وليس كبيرًا في السن ولكنه أيضًا ليس صغيرًا.  نحن نبحث عن دماء جديدة وسائقين جدد ونحن لا نصنع الأبطال لأنه أمر صعب ولكن لدينا بطل في صفوفنا، فالسائق البولندي آرون دومزالا الذي يقود لصالحنا شارك في باخا روسيا وفاز في أول مشاركة له وهذا مثال نعتمد عليه.

لا يمكنك أن تشتري الخبرة والفريق خاض رالي السويد مرات عدة ونعرف ماذا علينا فعله على المسارات الثلجية والجليدية وفي روسيا وضعنا هذه الخبرة بتصرف دومزالا وحققنا هدفنا.

وماذا عن فكرة استقبال منقطة الشرق الأوسط لباخا دبي الدولي ومن ثم رالي أبوظبي الصحراوي وأخيرًا رالي قطر الصحراوي في فترة لا تتعدى الشهر الواحد؟

ـ أعتقد أن منطقة الشرق الأوسط مهمة جدًا للراليات الصحراوية، وأنا لطالما أحببت هذه المنطقة والتحديات والكثبان الرملية والحرارة المرتفعة، ويجب أن نعرف عدد المشاركين في رالي قطر الصحراوي كبير جدًا وفي السنوات الماضية لم تكن الأمور جيدة ولكن المسؤولين استمعوا لما نقوله وحن كنّا ضد تنظيم مراحل بمسافة 400 كيلومتر من أجل لا شيء، والآن باتت قطر مهمة جدًا من ناحية الملاحة وهو أفضل رالي لكي يتمكن السائق والملاح إجراء التجارب على الملاحة تحضيرًا لداكار.

ولكن بالنسبة لي هناك العديد من الجولات ضمن كأس العالم للراليات الصحراوية وعلينا تقليص العدد قليلاً، وأنا ضمن مفوضية الراليات الصحراوية في الاتحاد الدولي للسيارات "فيا"، ومن الجميل رؤية كل هذه الجولات على خارطة البطولة ولكن من يقدّم الاستعراض هو نحن (الفرق) ونحن جزء من هذه الرياضة وكل شخص يريد أن يحصل على قطعة من قالب الحلوى، ولكن في النهاية علينا تقليص حجم قالب الحلوى فالهدف من ذلك أن تتمتع كأس العالم بصفة البطولة العالمية وتصبح على غرار الفورمولا واحد والراليات وبطولة العالم للسيارات السياحية، أي أنّ يحمل السائق لقب بطل العالم "فيا" وللفرق أيضًا ما سيجذب المصنعين الكبار في العالم. فلماذا "بيجو" لا تشارك في كأس العالم للراليات الصحراوية؟ لأنه لا يوجد لقب للمصنعين.

أعتقد لو أنه تم تنظيم في المنطقة راليات في عُمان وأبوظبي معًا مع منافسات من 6 أيام، وقطر والمغرب وكازاخستان فسيكون بين يدينا القارة المناسبة لتنظيم بطولة العالم للراليات الصحراوية، وفي حال قمنا بإضافة باخا اثنين سنتوج بطلاً للعالم "فيا".