ماذا كتبت الصحافة العالمية عن استضافة المملكة العربية السعودية للفورمولا واحد؟

لم يكن انضمام السعودية إلى "عائلة" البطولة الأشهر عالمياً لسيارات المقعد الأحادي سوى مسألة وقت، خصوصاً أنها فتحت آفاقاً جديدة للمنظمين في ظل ما يمر به العالم بسبب تداعيات فيروس كورونا.

وبعد فورمولا إي وداكار وإكستريم إي، ها هي السعودية تخطو خطوة عالمية جديدة في "فضاء" رياضة السيارات من أجل أن تجد لنفسها مكاناً على طاولة الشطرنج الرياضية كدولة مضيفة وقادرة على استضافة أكبر الأحداث الرياضية العالمية.

في ما يلي هذا غيض من فيض مما جاء في الصحافة العالمية بعد الإعلان عن خبر الاستضافة.

عنونت مجلة "أوتو إيبدو" الأسبوعية قائلة: "بعد دكار، المملكة العربية السعودية تنظر إلى الفورمولا واحد بشراهة".

ومما جاء في المقال: "منذ عام 2016 شرعت المملكة العربية السعودية في مشروع رؤية 2030، وهي خطة تنمية يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وتهدف إلى تنويع  عائدات النمو في البلاد بما يتجاوز مجرد عائدات النفط.

كرة القدم، كرة المضرب، الملاكمة، سباق السيارات... تُصعّد المملكة وتيرتها على الصعيد الدبلوماسي من خلال الرياضة. بعد استضافة الفورمولا إي مرتين وداكار لأول مرة العام الماضي، استغلت المملكة العربية السعودية وصول الحدث إلى القدية يوم الجمعة للكشف عن معالم مشروع حلبة الفورمولا واحد التي يجب أن ترى اليوم في نفس المكان ، في قلب مجمع ترفيهي ضخم. يقع على أبواب العاصمة الرياض، ومن المفترض أن يشتمل الموقع أيضًا على مدينة ملاهي تضم أروع وأسرع الأفعوانية في العالم بسرعات تقارب 250 كم / ساعة".

وتابعت كاشفة عن مقابلة مع الإماراتي محمد بن سليّم المرشح لرئاسة الإتحاد الدولي للسيارات "فيا": "خلال سباق جائزة أبوظبي الكبرى (2020)، أخبرنا الإماراتي محمد بن سليم، نائب رئيس الاتحاد الدولي للسيارات أنه لا يرى أي مشكلة في استضافة الشرق الأوسط لجائزة كبرى ثالثة بعد البحرين وأبو ظبي.

وقال بطل الشرق الأوسط للراليات 14 مرة: "السعودية تريد فورمولا واحد، وكذلك بطولة العالم للراليات، ويسعدني أن أرى دول الخليج لديها خطة ورؤية وسياسة موجهة نحو الرياضة. دامت مسيرتي المهنية 20 سنة و 50 في المئة من ميزانيتي أتت من السعودية".

هذا الموسم سيتم انطلاق سباق جائزة السعودية الكبرى للفورمولا واحد في جدّة

في المقابل، كتب موقع "أف.أونلي.أفر": "جائزة المملكة العربية السعودية الكبرى: مسار على الواجهة البحرية في جدة".

وجاء في المقال: "سيقام سباق جائزة السعودية الكبرى لأول مرة في جدة في تشرين الثاني/نوفمبر 2021 فوق طريق على طول الكورنيش.

في عام 2021، ستصبح المملكة العربية السعودية الدولة الثالثة والثلاثين التي تستضيف جولة من بطولة العالم للفورمولا واحد مع الإعلان عن سباق جائزة السعودية الكبرى. سيقام السباق الافتتاحي في ثاني أكبر مدينة في البلاد من حيث عدد السكان - جدة ، على الساحل الغربي للبلاد. على حلبة في الشوارع لكن من المتوقع أن ينتقل إلى حلبة دائمة في مرحلة ما في المستقبل".

وتابع: "لم يتم بعد تأكيد التصميم النهائي للمسار، ولكن يجب أن يكون على الكورنيش - وهي منطقة ساحلية بطول 30 كيلومترًا - مما يعني أن التصميم سيعانق الواجهة البحرية، مما يوفر للمشجعين خلفية رائعة.

كما يأمل المنظمون أن يقام السباق ليلاً تحت الأضواء ، الأمر الذي سيجعل سباق جائزة السعودية الكبرى السباق الليلي الرابع مع سنغافورة والبحرين وأبو ظبي".

وتطرق الموقع إلى نظرة صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن تركي وزير الرياضة ناقلاً عن سموه: "تتسارع المملكة العربية السعودية وسرعة وطاقة وإثارة فورمولا واحد هي انعكاس مثالي لرحلة التحول في البلاد.

كما رأينا في السنوات الأخيرة  يريد شعبنا أن يكون في قلب أعظم اللحظات في الرياضة والترفيه الحيّ ولا يوجد شيء أكبر من فورمولا واحد.

بغض النظر عن مكان إقامة السباقات في العالم، فإن فورمولا واحد هو حدث يجمع الناس معًا للاحتفال بمناسبة تتجاوز الرياضة إلى حد بعيد. نتطلع إلى مشاركة هذه التجربة الفريدة ومشاركة جدة مع العالم. بالنسبة للعديد من السعوديين، سيكون هذا بمثابة حلم يتحقق".

فيما أضاف صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان الفيصل رئيس الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية: "وجود رموز رياضية وفرق تاريخية في المملكة العربية السعودية تتنافس ضد المشجعين الشباب والعائلات هو تغيير حقيقي للرياضة.

في فترة قصيرة من الزمن كاتحاد اكتسبنا سمعة طيبة من خلال استضافة الأحداث الدولية ذات المستوى العالمي مثل داكار وفورمولا إي. ونتيجة لذلك، تُعد المملكة العربية السعودية حرفياً موطناً لملايين الشباب المتحمسين لرياضة السيارات.

سيبتسم الكثير منهم بالفعل ويعدون لرؤية أبطالهم في نوفمبر 2021. ستسمح لنا خططنا بجلب الرياضة إلى المزيد من الناس من خلال احتفال يصل إلى جميع المجتمعات ويكون مفتوحًا للجميع".

داكار 2020 في السعودية

تصوير: أتش كيه

وبدوره أشاد موقع "فورمولا وان.كوم" بتنظيم جولة في المملكة وعنون": "كل ما تحتاج لمعرفته حول سباق فورمولا واحد الجديد في المملكة العربية السعودية".

وطرح الموقع سؤالاً جاء فيه: "لم يسبق مثيل لسباق فورمولا واحد في السعودية من قبل ، لكن هل لها تراث في رياضة السيارات؟

نعم ، المملكة العربية السعودية لديها اتصالات مع  فورمولا واحد تعود إلى عام 1978، عندما قامت شركة الطيران السعودية برعاية فريق ويليامز، إلى جانب عدد قليل من الشركات السعودية الأخرى. أثبت الاستثمار أنه حدث مهم في تاريخ الفريق حيث فاز فريق "فلاي السعودية" بأول بطولة عالمية له في عام 1980 مع آلان جونز".

وتابع ملقياً الضوء على أهمية تجذر  الرياضة في المملكة ورعايتها لأحداث عالمية: "في الآونة الأخيرة، استضافت المملكة العربية السعودية كل من فورمولا إي ورالي داكار، في حين أن أرامكو السعودية - الشركة العالمية الرائدة في مجال الطاقة والكيماويات - شريك عالمي في البطولة، حيث قال الجانبان إن الشراكة لديها القدرة على تطوير وتسريع المزيد من الخطط نحو وحدة طاقة تعمل بالوقود المستدام المتقدم".

وتطرق الناشر إلى المواهب السعودية خلف المقود قائلاً: "لم يسبق لأي سائق سعودي أن شارك في سباقات فورمولا واحد، ولكن في سباق جائزة فرنسا الكبرى 2018، قادت السعودية أسيل الحمد بعض اللفات الاستعراضية على متن سيارة رينو  أف1، في نفس اليوم الذي سمحت فيه المملكة العربية السعودية للنساء بالقيادة".

وتساءل أيضاً: "هل استضافت السعودية أي أحداث رياضية كبرى أخرى؟، وجاء الرد: "بالإضافة إلى فورمولا إي ورالي داكار، استضافت المملكة العربية السعودية أحداث تتعلق بكرة القدم الدولية - بما في ذلك كأس السوبر الإسباني وكأس السوبر الإيطالي - الجولة الأوروبية للغولف للرجال والسيدات ، والملاكمة ودورة استعراضية بكرة المضرب وبطولات الاتحاد الدولي للفروسية وكأس السعودية. ومن المقرر أيضًا أن تستضيف المرحلة الأولى من إكستريم إي في عام 2021 - بطولة الطرق الوعرة الجديدة التي يمتلك فيها لويس هاميلتون فريقًا (تمت الاستضافة)".

وأضاف الموقع: ما رأي شعب المملكة العربية السعودية بشأن قدوم الفورمولا واحد؟

من العدل أن نقول إنهم متحمسون. في عام 2018 ، عندما استضافت الرياض فورمولا إي، كانت هناك حفلات موسيقية حية وترفيهية إلى جانب أحداث السباق  حيث حضر أكثر من 40 ألف شخص كل ليلة من الليالي الثلاث - وهي الأولى في البلاد.

مع 70 في المئة من السكان تقل أعمارهم عن 30 عامًا، يريد السعوديون أن يكونوا مثل بقية العالم - يريدون الذهاب إلى أكبر الأحداث الحية ، ويريدون الاستمتاع ويقبلون الفرص الجديدة ويرحبون بها. عملت فورمولا واحد بجد لتكون قوة إيجابية في كل مكان تتسابق فيه، بما في ذلك الفوائد الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. فرياضات مثل بطولة العالم للفورمولا واحد هي وضع فريد لعبور الحدود والثقافات من أجل الجمع بين البلدان والمجتمعات لمشاركة شغف وإثارة المنافسة والإنجازات المذهلة".

الكشف عن حلبة الدرعية بالسعودية

وكتب موقع "رايسفانز.نيت" قائلاً: "في حين أن هذه المبادرات هي موضع ترحيب كبير، دعونا لا نكون ساذجين: ليبرتي في نهاية المطاف في المملكة العربية السعودية من أجل المال ، ولديها مساهمون لإرضائهم وفرق للدفع، وبالتالي صفقات في مثل هذه البلدان تدفع أكثر من الاحتمالات لتنظيم الأحداث. وليبرتي ليست وحدها التي تسعى إلى الصفقات المربحة كما ثبت في كأس العالم لكرة القدم في قطر، والألعاب الأولمبية الشتوية في روسيا، والألعاب الأولمبية الصيفية في الصين وغيرها. لا يجب أن ننسى أن سباقات فورمولا واحد القديمة تسابقت في جنوب إفريقيا والمجر.

على الرغم من الجولات الجديدة، خسرت الفورمولا واحد أكثر من 100 مليون دولار في الربع الأخير.

ويُصنف عقد "أف1 تي في" الشرق أوسطي من بين الثلاثة الأوائل من حيث القيمة، لذلك من الواضح أن السعوديين تبنوا رياضة السيارات بشكل كبير - كما فعلت معظم دول المنطقة. إن عقد رعاية شركة الفورمولا واحد مع شركة أرامكو النفطية السعودية التي تسيطر عليها الدولة والذي تم الإعلان عنه العام الماضي موجود أيضًا مع كبار دافعي الأسهم.

هل مثل هذه الصفقات وحدها تبرر الأحداث في المناطق؟ لا، ولا ينبغي أن تفعل ذلك. إذا كان بإمكان فورمولا واحد مع ذلك، العمل كعنصر للتغيير التدريجي، فيمكن تبرير مثل هذه الأحداث - على الرغم من أن الدليل النهائي يكمن في الأفعال، وليس الوعود. تم رفع حظر قيادة النساء السعوديات قبل وقت قصير من انطلاق سباقات فورمولا إي، وخلال الحدث نفسه، شاركت سائقة (ريما الجفالي) في سباقات جاكوار إي بايس، وهذا موضع ترحيب".

رئيس مجلس إدارة الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية، صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان العبد الله الفيصل