تحليل تقني: المعركة التقنيّة الخفيّة التي ستُحدّد معالم 2021
تغلي معركة مثيرة للاهتمام على نارٍ هادئة في بطولة العالم للفورمولا واحد طوال موسم 2020، وهي تدخل مرحلتها الحاسمة بالتوجّه إلى موسم 2021.
الصورة من قبل: جورجيو بيولا
موتورسبورت.كوم "برايم"
أفضل المقالات التقنية والتحليلات المميّزة من عالم المحركات على موقع "موتورسبورت.كوم" باللّغة العربية.
ستدخل بدءًا من 1 يناير قوانين 2021 حيّز التنفيذ وستكون الفرق قادرة على بدء أعمال أنظمة الموائع الحسابيّة ونفق الهواء لتصميم سيارات 2022.
وكان العمل على القوانين الانسيابيّة للحقبة الجديد ممنوعًا حتّى الآن، بالرغم من أنّ الفرق علمت صيغتها النهائيّة منذ فترة.
ويعود السبب وراء ذلك إلى رغبة "فيا" في منع الفرق ذات الموارد الأكبر من الحصول على أفضليّة على حساب الفرق الأخرى الأضعف.
وفي ظلّ التحديات التي فرضها وباء كورونا فإنّ ضمان عدم وجود تباينٍ كبير بين ما تُنفقه الفرق وما تتلقّاه في المقابل مثّل الأولويّة القصوى.
لكن هناك تبعات أخرى تجب دراستها، كون الفرق ستكون محدودة بشكلٍ مختلف بالدخول إلى 2021، وذلك في ظلّ دخول نظام قيود التطوير الانسيابيّ حيّز التنفيذ وفق الجدول التالي.
الموقع في البطولة |
1 |
2 |
3 |
4 |
5 |
6 |
7 |
8 |
9 |
العاشر فما فوق وأيّ فريق جديد |
---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|
2021 |
90% |
92.5% |
95% |
97.5% |
100% |
102.5% |
105% |
107.5% |
110% |
112.5% |
2022-2025 |
70% |
75% |
80% |
85% |
90% |
95% |
100% |
105% |
110% |
115% |
إذ سيتمّ تحديد قدر وقت المحاكاة المتاح لكلّ فريق بحسب موقعه في البطولة، وذلك في محاولة لإنشاء طريقة تسمح بتقليص الفجوة بين الفرق على صعيد الموارد.
وفي حال درسنا تأثير ذلك على الوقت المخصّص لنفق الهواء في 2021، فإنّ معيار الـ 100 بالمئة يُمثّل 80 ساعة بـ 320 تجربة واستغلالٍ لنفق الطاقة يدوم 400 ساعة.
ذلك يعني أنّ مرسيدس سيتمّ حدها بـ 71 ساعة و288 تجربة و360 ساعة، بينما ستحصل ويليامز متذيّلة الترتيب على 90 ساعة و360 تجربة، و450 ساعة استغلال لنفق الهواء.
وسيزداد ذلك السلّم أكثر بدءًا من 2022، ذلك في ظلّ اقتصار فريق الصدارة على 70 بالمئة من توقيت نفق الهواء وأنظمة الموائع الحسابيّة المتّفق عليه.
كما أنّ هناك المزيد من المعوّقات كذلك في ظلّ اقتسام العام إلى ستّ فترات تجارب تتأثّر بموقع الفريق في بطولة العالم الماضي والبطولة الحاليّة.
ويُؤمل أن يسمح هذا النظام بتقليص الفجوة بين المتنافسين بمرور الوقت، لكن كما هو الحال مع أيّة قوانين، فإنّ الفرق ستجد على الدوام طُرقًا لكسب أفضليّة.
ويبدو أنّ مرسيدس أخذت مقاربة مختلفة للتفوّق على منافساتها، في ظلّ إدراكها لتأثّرها أكثر من أيّ فريقٍ آخر بهذه التغييرات.
ويبدو أنّ الفريق سرّع برنامج تطوير 2021 في المراحل الأولى من 2020، وذلك في ظلّ انتهاء تطوير سيارة "دبليو11" في مرحلة أبكر من المعتاد.
إذ كانت السيارة الأكثر سيطرة في البطولة هذا الموسم، والأسرع في تاريخ الفورمولا واحد، وهو ما منح الصانع الألمانيّ متنفّسًا لإنهاء أعمال التطوير مبكّرًا والتركيز على المدى البعيد نسبيًا.
مقارنة بين الجناحين الأماميين لسيارة مرسيدس دبليو11
تصوير: جورجيو بيولا
ولأخذ فكرة عن مدى تبكير مرسيدس في إنهاء تطوير سيارتها في 2020، فإنّ آخر تحديث بارز شاهدناه على سيارة "دبليو11" جاء خلال جائزة توسكانا الكبرى في سبتمبر. قدّم الفريق حينها جناحًا أماميًا جديدًا ذا تصميم رفرفة مختلف.
ذلك لا يعني أنّ الفريق لم يُطوّر السيارة منذ ذلك الحين، إذ دائمًا ما كانت هناك تحسينات على مدار الموسم، خاصة على صعيد خفض الوزن. لكن لم تكن هناك الكثير من المكوّنات الانسيابيّة في المقابل.
في الأثناء، شاهدنا أمثال ريد بُل وفيراري – اللتين تملكان موارد مشابهة لمرسيدس – تُعدّلان جوهر سيارتيهما وتقتربان أكثر فأكثر من الصدارة نسبيًا.
التطلّع إلى المستقبل
ما يُمكن استخلاصه بشكلٍ واضحٍ هو تمضية مرسيدس لفترة طويلة من هذا الموسم في تركيز جهودها على موسم 2021 مضحية بأيّة مكاسب كبيرة في موسم 2020.
وتأمل أن يسمح لها التطوير المبكّر لمقاتلة 2021 بتركيز أغلب جهودها لاحقًا على تصميم سيارة 2022، وذلك في محاولة لتعويض قدر الوقت الذي ستخسره في نفق الهواء نتيجة القوانين الجديدة.
فضلًا عن ذلك فإنّ القوانين تحدّ فقط من قدرة الفرق على محاكاة التأثير الانسيابيّ لتصاميمها، لذا مع بدء عام 2021 فمن المتوقّع أن تكون الفرق قد جهّزت بالفعل عدّة نسخٍ من نماذج "كاد" ونماذج نفق الهواء لاختبارها بالفعل.
وبناءً على ما شاهدناه من مرسيدس هذا العام، فمن المتوقّع أن تكون جاهزة للبدء بمستوى عالٍ من هذه الناحية.
كن جزءًا من مجتمع موتورسبورت
انضمّ إلى المحادثةشارك أو احفظ هذه القصّة
Subscribe and access Motorsport.com with your ad-blocker.
From Formula 1 to MotoGP we report straight from the paddock because we love our sport, just like you. In order to keep delivering our expert journalism, our website uses advertising. Still, we want to give you the opportunity to enjoy an ad-free and tracker-free website and to continue using your adblocker.
أبرز التعليقات