اشترك

Sign up for free

  • Get quick access to your favorite articles

  • Manage alerts on breaking news and favorite drivers

  • Make your voice heard with article commenting.

Motorsport prime

Discover premium content
اشترك

النسخة

الشرق الأوسط

تحليل السباق: المراحل السبعة التي شكّلت جائزة ألمانيا الكبرى الجنونيّة

مثلما قال لويس هاميلتون فإنّ جائزة ألمانيا الكبرى كانت مثل لعبة ثعابين وسلالم، حيث كان السباق فوضويًا ومليئًا بالأحداث في الوقت الذي تمتّع فيه كلّ السائقين تقريبًا بفرصة للتواجد على منصّة التتويج.

الفائز بالسباق ماكس فيرشتابن، ريد بُل ريسينغ

الصورة من قبل: مارك ساتون/ صور لات

موتورسبورت.كوم "برايم"

أفضل المقالات التقنية والتحليلات المميّزة من عالم المحركات على موقع "موتورسبورت.كوم" باللّغة العربية.

كانت جائزة ألمانيا الكبرى من بين تلك السباقات النادرة التي تمزج بين الفوضى والقيادة الرائعة، والتسابق المتقارب، والأخطاء والقرارات الاستراتيجيّة الحاسمة التي تركت جميع المشجّعين على حلبة هوكنهايم والمشاهدين حول العالم في كامل حماسهم وهتافهم المتواصل.

كان بوسع خمسة سائقين أن يزعموا أنّ عطلة نهاية الأسبوع هذه كانت لتكون من نصيبهم، بينما كان بوسع عددٍ من سائقي الوسط الإشارة إلى قدرتهم بالمنافسة من خلال القرارات المناسبة، لكنّ ماكس فيرشتابن سائق ريد بُل كان هو من خرج منتصرًا في النهاية.

لخّص أحد أولئك السائقين الذين ضيّعوا فرصتهم، وهو هاميلتون، ما حدث بشكلٍ مثالي عندما شبّه السباق بـ "لعبة الثعابين والسلالم". غادر قلّة من السائقين حلبة هوكنهايم من دون الاحتكاك بثعبان أو اثنين إن صحّ التعبير، لكن لم يكن أحدٌ متعثّرًا أكثر من مرسيدس التي ترجمت ثُنائيّة إلى مركز تاسعٍ فقط وبعض الهياكل الخارجيّة الاحتفاليّة بالعيد الـ 125 المنكسرة ضمن ما وصفها توتو وولف مدير الفريق بـ "عطلة نهاية أسبوع كارثيّة". ضيّع فالتيري بوتاس الفرصة التي كان بانتظارها للتقليص من أفضليّة هاميلتون في ترتيب البطولة، بينما تعثّر سائقا فيراري ببعض الثعابين حتّى قبل بداية السباق.

كانت عطلة نهاية أسبوع مذهلة، وفي خضمّ كلّ تلك الفوضى فقد كانت هناك عدّة مراحل واضحة بدا فيها سائقٌ أو اثنين متمتّعين بالأفضليّة.

المرحلة الأولى – أفضليّة فيراري

شارل لوكلير، فيراري

شارل لوكلير، فيراري

تصوير: صور ساتون

بالتوجّه إلى فترة ما بعد ظهر السبت للتصفيات الجافة، كان شارل لوكلير أبرز المرشّحين لنيل قطب الانطلاق الأوّل. وضعت فيراري المعيار في جميع حصص التجارب الحرّة وبدا لوكلير الأسرع في الوقت الذي تبدّدت فيه المخاوف من أنّ الأجواء الحارة جدًا يوم الجمعة قد خلقت صورة غير واقعيّة من خلال وتيرة السيارة الحمراء خلال حصّة السبت الأبرد.

تعثّرت فيراري بالثعبان الأوّل خلال القسم الأوّل من التصفيات مع سيباستيان فيتيل ضمن لفّة خروجه من خطّ الحظائر، حيث تفطّنت لما تبيّنت أنّها مشكلة في المبرّد الداخليّ عند انتقاله إلى الغيار الرابع للمرّة الأولى. عاد الألماني إلى مرآب فريقه ولم يُغادره مُجدّدًا بعد ذلك.

في المقابل شقّ لوكلير طريقه بسهولة نحو القسم الثالث وبدا مُتّجهًا للظفر بقطب الانطلاق الأوّل الثالث له مع فيراري. لكنّ عطلًا في نظام التحكّم في الوقود تركه حبيس المرآب من دون أيّ زمن. ومع انطلاق فيتيل ولوكلير من المركزين الـ 20 والـ 10 على التوالي، ومجابهة هاميلتون لمرضه ليُحقّق قطب انطلاق أوّل غير متوقّع، فقد بدا كما لو أنّ الفوز قد تبخّر من أمام ناظرَي فيراري.

المرحلة الثانية – أفضليّة هاميلتون

لويس هاميلتون، مرسيدس أمام كارلوس ساينز الإبن، مكلارين

لويس هاميلتون، مرسيدس أمام كارلوس ساينز الإبن، مكلارين

تصوير: صور لات

في ظلّ تهاطل الأمطار بنسقٍ ثابت قبل السباق فقد كانت إطارات "فول ويت" هي الخيار الأمثل لبداية السباق، كانت هناك إمكانيّة لخوض هاميلتون، الفائز بالسباقات التسعة الماضية التي تهاطلت فيها الأمطار، معركة حامية مع جاره على صفّ الانطلاق الأوّل فيرشتابن وخبير الأمطار. لكنّ الانطلاقة التي تأخّرت بأربع لفّات تحمية خلف سيارة الأمان ضمنت تباعدهما بشكلٍ فوري.

تصدّر هاميلتون السباق أمام زميله بوتاس، بينما تراجع فيرشتابن إلى المركز الرابع خلف كيمي رايكونن سائق ألفا روميو الذي انطلق خامسًا. جاء ذلك نتيجة معاناة فيرشتابن وزميله بيير غاسلي – الذي تراجع إلى المركز الثامن – من التفاف مفرط للإطارات حول نفسها بسبب ما وصفه كريستيان هورنر مدير الفريق بـ "مشكلة في خرائط المحرّك".

كان هاميلتون متقدّمًا بـ 1.9 ثانية عن بوتاس بنهاية اللفّة الأولى، بينما كان فيرشتابن متأخّرًا عنه بقرابة خمس ثوانٍ في ظلّ سعيه لتجاوز رايكونن. ولم يبذل الهولندي جهدًا كبيرًا في ذلك حيث انزلق رايكونن ودخل المنعطف السادس بشكلٍ عميق في اللفّة الثانية وترك الباب مفتوحًا أمام فيرشتابن.

ومع انطلاق فيرشتابن في تقليص الفارق مع ثنائيّ مرسيدس، تدخّل سيرجيو بيريز في حسابات الجميع. إذ بعد تأهّله ثامنًا على متن سيارة ريسينغ بوينت المُحدّثة، تراجع المكسيكي إلى المركز الـ 11 قبل أن تلتفّ سيارته وتصطدم بالجدار الجانبي عند مخرج المنعطف العاشر في اللفّة الثانية ما تسبّب في دخول سيارة الأمان.

توجّه أغلب السائقين إلى خطّ الحظائر للانتقال إلى إطارات "انترميديت"، حيث كان فيتيل وأليكسندر ألبون صاحبَي المركزين الـ 12 والـ 15 على التوالي أوّل المغامرين. وتلاهم في اللفّة التالية أغلب السائقين بمن فيهم السبعة الأوائل، وهو ما سمح لكيفن ماغنوسن سائق هاس بالتقدّم إلى المركز الثاني بين سائقَي مرسيدس.

لكن سرعان ما تراجع ماغنوسن خارج الصورة بالنظر إلى مواصلته على إطارات "فول ويت" قبل أن يعمد إلى تغييرها لاحقًا، وهو ما أعاد هاميلتون وبوتاس إلى المركزين الأوّل والثاني على التوالي. وبالنظر إلى تمتّع هاميلتون بأفضليّة المسار الخالي أمامه وسرعته المعروفة في الأجواء الممطرة فقد كان أسرع من بوتاس بمُعدّل 0.377 ثانية في كلّ لفّة بين اللفّتين الخامسة والـ 14.

في تلك الأثناء صدرت سحابة دخان من القسم الخلفي لسيارة رينو الخاصة بدانيال ريكارد وهو ما تسبّب في اعتماد نظام سيارة الأمان الافتراضيّة. وبشكلٍ حاسم فقد استغلّ لوكلير، الذي تقدّم إلى المركز السادس عند الانطلاقة قبل أن يتجاوز نيكو هلكنبرغ ورايكونن ليُصبح رابعًا، فرصة سيارة الأمان الافتراضيّة ليُجري توقّفًا للانتقال إلى إطارات "انترميديت" جديدة من دون خسارة أيّ مركز.

نيكو هلكنبرغ، رينو

نيكو هلكنبرغ، رينو

تصوير: صور ساتون

كان لوكلير هو من اتّخذ ذلك القرار بنفسه حالما أدرك أنّ بوسعه القيام بذلك من دون خسارة مركزه على المسار. كان هلكنبرغ صاحب المركز الخامس السائق الآخر الوحيد الذي أقدم على التوقّف، لكنّه خسر مركزًا وحيدًا لصالح رايكونن.

كان هاميلتون مُتقدّمًا بـ 4.8 ثانية على بوتاس في تلك المرحلة، بينما كان فيرشتابن يضغط على الفنلندي. وحالما استؤنف السباق فقد عاد هاميلتون للابتعاد وحيدًا في الأمام وكان أسرع من بوتاس بمُعدّل 0.307 ثانية بين اللفّتين الـ 17 والـ 25. بقي فيرشتابن خلف منافسه الفنلندي بعد أن كاد أن يضيّع كلّ شيء عندما انزلق منه القسم الخلفي عند المنعطف السادس الحاد ما كلّفه بضع ثوانٍ، لكنّه واصل فرض تهديد.

قرّرت ريد بُل فرض سيناريو مختلف في المعركة مع بوتاس. إذ استدعت فيرشتابن في نهاية اللفّة الـ 25 ومنحته إطارات "ميديوم" ملساء، ليستجيب بوتاس في اللفّة التالية ويُقدم على ذات الخيار. كان فيرشتابن غاضبًا من وضعه على تلك التركيبة عوضًا عن إطارات "سوفت" المنطقيّة وضيّع فرصته لتجاوز بوتاس من خلال التفافة بين المنعطفين التاسع والعاشر. لملم الهولندي الوضع سريعًا وعاد خلف بوتاس عندما أتمّ الفنلندي توقّفه وعاد إلى الحلبة. لكنّ ما تبع ذلك هدّد بقلب السباق رأسًا على عقب نتيجة توقّف لوكلير المبكّر.

المرحلة الثالثة – لوكلير يدخل دائرة المنافسة

استغلّ لوكلير إطارات "انترميديت" الجديدة بشكلٍ جيّد. إذ خلال اللفّات الثماني الأولى التي أكملها عليها كان سائق فيراري الأسرع على الحلبة بمُعدّل ثانية في كلّ لفّة ليُقلّص الفارق مع فيرشتابن إلى 3 ثوانٍ فقط. بقي على الحلبة للفّتين إضافيّتين بعد توقّف فيرشتابن ولفّة بعد توقّف بوتاس ليتمكّن من تجاوزهما عندما أجرى توقّفه في نهاية اللفّة الـ 27 مُنتقلًا إلى إطارات "سوفت". ساعدته في ذلك فترة سيارة الأمان الافتراضيّة التي تمّ اعتمادها أثناء تواجده في خطّ الحظائر وهو ما ساعده على تقليل الوقت الذي خسره في التوقّف.

جاءت تلك الفترة نتيجة توقّف سيارة مكلارين الخاصة بلاندو نوريس بعد فقدانه الطاقة إثر وقتٍ قصير من تغيير إطاراته إلى جانب انزلاق عددٍ من السائقين الآخرين. بدا أنّ ذلك ساعد هاميلتون الذي أجرى توقّفه في نهاية اللفّة الـ 28 مُنتقلًا إلى إطارات "سوفت"، لكنّ السباق استؤنف حالما دخلت سيارة مرسيدس إلى خطّ الحظائر. كما أنّ مشكلة في تثبيت الإطار الأمامي الأيمن كلّفت هاميلتون ثانيتين إضافيّتين، وهو ما سمح للوكلير بكسب المزيد من الوقت. وفي حين أنّه لم يكن ليتجاوز هاميلتون مطلقًا في تلك المرحلة، إلّا أنّه كان ليكون قريبًا جدًا منه ويكون البريطاني في مرمى نيرانه.

شارل لوكلير، فيراري

شارل لوكلير، فيراري

تصوير: صور لات

لكنّ إطارات "سوفت" الخاصة بسائق فيراري خسرت حرارتها خلال فترة سيارة الأمان الافتراضيّة، لذا فقد السيطرة على القسم الخلفي أثناء دخوله المنعطف ما قبل الأخير. حاول تصحيح مساره لكنّه انزلق نحو المنطقة الأسفلتيّة الملساء ولم تستجب السيارة للانعطاف توجّهت نحو الحصى ومن ثمّ الجدار. وبعد محاولة يائسة لإعادة سيارته إلى المسار، لم يجد أصيل موناكو بدًا سوى مغادرة سيارته والاعتذار من الفريق واصفًا المنطقة الأسفلتيّة ضعيفة التماسك بـ "الخطرة".

المرحلة الرابعة - أفضلية فيرشتابن

مع خروج لوكلير من الصورة، فقد عاد الباب ليُفتح مُجدّدًا أمام هاميلتون. تمّ استدعاء سيارة الأمان نتيجة حادثة لوكلير، لكنّ البريطاني تعثّر في ثعبان جديد بعد لحظات قليلة من قوله عبر اللاسلكي بأنّ إطارات "سوفت" كانت مجازفة نتيجة عودة الأمطار. وأثناء قيادته ببطء فقد البريطاني السيطرة على القسم الخلفي من سيارته في ذات المنطقة التي حدث فيها ذلك مع لوكلير وانزلق هو الآخر نحو الجدار بعيدًا بأمتارٍ قليلة عن سيارة فيراري العالقة.

لكن على عكس لوكلير، فقد كان هاميلتون قادرًا على الخروج من المنطقة الحصويّة نتيجة الضرر الذي لحق بجناحه الأمامي وتوجّه مباشرة إلى خطّ الحظائر، لكنّه دخل من الجانب الأيسر لعلامة مدخل خطّ الحظائر، وهو ما تسبّب في حصوله لاحقًا على عقوبة 5 ثوانٍ.

كانت تلك زيارة غير متوقّعة بالنسبة لطاقم مرسيدس الذي كان قد استدعى بوتاس حينها لتوقّفٍ ثانٍ على إثر نقاشٍ حول الالتزام بالإطارات الملساء أو العودة إلى إطارات انترميديت. لكن لحسن حظّ بوتاس فقد أنقذ نفسه من البقاء لوقتٍ طويل خلف هاميلتون عندما تجاهل قرار الفريق قائلًا: "لا أريد خسارة المركز على المسار، لن أجري التوقّف الآن".

دام توقّف هاميلتون أكثر من 50 ثانية، لكنّه عاد إلى الحلبة على إطارات "انترميديت" في المركز الخامس.

ماكس فيرشتابن، ريد بُل ريسينغ

ماكس فيرشتابن، ريد بُل ريسينغ

تصوير: صور لات

ترك ذلك فيرشتابن في الصدارة أمام هلكنبرغ، الذي أخّر توقّفه حتّى فترة سيارة الأمان وتفادى الوقوع في فخّ الإطارات الملساء الذي تسبّب في إجراء فيرشتابن وبوتاس لتوقّفين إضافيين من أجل العودة إلى إطارات "انترميديت". كان خلفه بوتاس وألبون، بينما تواجد هاميلتون في المركز السادس أمام كارلوس ساينز الإبن سائق مكلارين.

نتيجة لذلك فقد ابتعد فيرشتابن بسهولة في الأمام حالما رُفع العلم الأخضر بين اللفّتين 34 و40 وكان أسرع من الجميع بقرابة ثانية في كلّ لفّة. تطلّب الأمر الكثير من الوقت حتّى تمكّن بوتاس من تجاوز هلكنبرغ ليتقدّم إلى المركز الثاني في اللفّة الـ 37، لكنّه وجد نفسه متأخّرًا بـ 8.7 ثانية عن سائق ريد بُل. في أثناء ذلك تمكّن هاميلتون من تجاوز ألبون ومن ثمّ هلكنبرغ ليتقدّم إلى المركز الثالث، لكن لم يمضِ الكثير من الوقت قبل أن يتسبّب سائق رينو في بعثرة السباق مُجدّدًا.

إذ بات هلكنبرغ، الذي كان يسعى وراء منصّة تتويجه الأولى في الفورمولا واحد ضمن المحاولة 167، أحدث ضحايا المنعطف الذي أطاح بلوكلير وهاميلتون. لم تكن حادثته كبيرة جدًا، وكان قادرًا على إدارة سيارته إلى الوجهة الصحيحة نسبيًا لكنّه عبر على المنطقة الأسفلتيّة ضعيفة التماسك وضغط على دوّاسة الوقود بعد أن بدا أنّه صحّح مساره. لكنّ ضغطه على المكابح إثر ذلك حسم مصيره لينزلق نحو الجدار ومن ثمّ الانسحاب.

نتيجة لذلك دخلت سيارة الأمان مُجدّدًا، وهو ما سمح هذه المرّة لفيرشتابن بالانتقال إلى إطارات "انترميديت" جديدة نهاية اللفّة الـ 41 من دون خسارة الصدارة – وهي خدعة أقدم عليها فيتيل كذلك – الذي تقدّم إلى المركز السابع في تلك المرحلة – لكنّه خسر ثلاثة مراكز. ومع اقتراب المراحل الختاميّة فقد تبدّدت أفضليّة فيرشتابن مُجدّدًا نتيجة سيارة الأمان.

المرحلة الخامسة – فرصة بوتاس الكبيرة

فالتيري بوتاس، مرسيدس أمام ماكس فيرشتابن، ريد بُل

فالتيري بوتاس، مرسيدس أمام ماكس فيرشتابن، ريد بُل

تصوير: صور ساتون

أُعلم بوتاس خلال فترة سيارة الأمان أنّ أفضل فرصه لتجاوز فيرشتابن ستكون عند إعادة الانطلاقة. لكن لسوء حظّه فقد قام فيرشتابن بعملٍ مثالي وكان متقدّمًا عليه بفارق 1.6 ثانية عند عبور خطّ البداية والنهاية. كان هاميلتون يتواجد خلف بوتاس، لكنّ الأخير كان يعلم أنّ للبريطاني عقوبة 5 ثوانٍ لتطبيقها خلال وقفة صيانته المقبلة.

فرّطت مرسيدس في فرصة إجراء توقّفها في ظروف سيارة الأمان الماضية كون عقوبة الثواني الخمس كانت لتُبقي هاميلتون في خطّ الحظائر لفترة أطول ما يُكلّفه المزيد من المراكز. لكن تبيّن أنّ ذلك كان خطأً، إذ عندما استُؤنف السباق فلم يمض الكثير من الوقت حتّى سارع الجميع للانتقال إلى إطارات ملساء، لذا لم يدم مركز هاميلتون الثالث لفترة طويلة.

استؤنف السباق في اللفّة الـ 46، حيث كان فيرشتابن في الصدارة بأريحيّة أمام بوتاس وهاميلتون. اختار فيرشتابن إكمال لفّة واحدة إضافيّة قبل إجراء توقّفه بالنظر إلى أنّ الحلبة كانت في طور الجفاف، لكنّه غيّر رأيه عندما أُعلم بأنّ بوتاس استُدعي لتغطيته. ضمن ذلك بقاء الترتيب على حاله بالنسبة لثنائيّ الصدارة، بينما تراجع هاميلتون إلى المركز الـ 12 عندما أجرى توقّفه وطبّق عقوبته في اللفّة التالية منتقلًا إلى إطارات "سوفت".

المرحلة السادسة – أفضليّة... سترول!

حدث تقلّب مفاجئٌ عندما تواجد سائقٌ، اعترف لاحقًا أنّه كان على إطارات خاطئة معظم الوقت، على الإطارات المناسبة في الظروف المناسبة. وجد لانس سترول سائق ريسينغ بوينت، الذي لم يتواجد في مركزٍ أفضل من الـ 11 مُسبقًا، نفسه في الصدارة. إن بدا لكم ذلك غريبًا فإنّ جورج راسل كان ليتواجد في الصدارة لو أنصت له فريقه عندما اقترح تغيير إطاراته أثناء تواجده مباشرة أمام سترول ضمن فترة سيارة الأمان.

استُدعي سترول لتغيير إطاراته خلال فترة سيارة الأمان أثناء تواجده في المركز الـ 15 قبل استدعاء المتصدّرين لاحقًا. كان توقيت التوقّف مثاليًا، وبعد أن تمكّن من استعادة مركزه في آخر الترتيب خلف سيارة الأمان فقد انتزع الصدارة بعد ذلك بلفّتين.

لكنّ لحظات مجده لم تدم طويلًا، إذ تجاوزه فيرشتابن بسهولة بالتوجّه إلى المنعطف السادس من اللفّة الـ 48، بعد لحظات قليلة من إعلام سترول بتواجده في الصدارة!

لانس سترول، ريسينغ بوينت وألكسندر ألبون، تورو روسو

لانس سترول، ريسينغ بوينت وألكسندر ألبون، تورو روسو

تصوير: صور لات

المرحلة السابعة – انتصار فيرشتابن

مع عودة فيرشتابن في الصدارة، فلم يتعيّن عليه سوى القيادة بحذر في بقيّة اللفّات. لكنّ مراكز منصّة التتويج كانت لا تزال متاحة خلفه. تمكّن دانييل كفيات سائق تورو روسو من محاكاة مجازفة سترول بالانتقال إلى إطارات ملساء ليدفع نفسه إلى المركز الثالث أمام بوتاس وساينز، لكنّ التهديد الحقيقي في تلك المرحلة كان فيتيل. استأنف فيتيل سباقه وهو في المركز التاسع، لكنّه سرعان ما شقّ طريقه إلى المركز السادس بنهاية اللفّة الـ 56 مستمتعًا بالظروف الجافة أكثر من معاناته النسبيّة في الأجواء الممطرة سابقًا. لكنّه بات خامسًا في اللفّة التالية عندما توّج بوتاس، الذي لم يقدر على تجاوز سترول، عطلة نهاية أسبوع كارثيّة لمرسيدس عبر التفافة كاملة عند المنعطف الأوّل واصطدام بالجدار ما تسبّب في دخول سيارة الأمان مُجدّدًا.

تركنا ذلك أمام خمس لفّات من التسابق السريع نحو خطّ النهاية، حيث تمحورت نقطة الاستفهام الرئيسيّة حول من سيُحقّق آخر مراكز منصّة التتويج نتيجة تواجد هاميلتون خارج مراكز النقاط على إثر توقّفاته الأخيرة والتفافته هو الآخر عند المنعطف الأوّل.

استُؤنف السباق بتواجد كفيات في المركز الثاني بعد أن تجاوز سترول في اللفّة الـ 50 سابقًا، بينما تجاوز فيتيل منافسه ساينز نحو المركز الرابع عند المنعطف السادس بعد استئناف السباق. وأتبع ذلك بتجاوز كلٍ من سترول وكفيات عند ذات الموقع لينتزع المركز الثاني، بالرغم من أنّ فيرشتابن كان قد ابتعد في تلك المرحلة ليفرض فيتيل أيّ تهديد.

تشبّث كفيات بالمركز الثالث أمام سترول وساينز، بينما توّج ألبون أداءه القويّ ضمن قيادته الأولى لسيارة فورمولا واحد في الأمطار ليتواجد سادسًا. تعيّن عليه النجاة من حادث مع غاسلي في اللفّة ما قبل الأخيرة، انسحب على إثره سائق ريد بُل. وأدّى ذلك إلى تقدّم ثنائي ألفا روميو رايكونن وأنطونيو جيوفينازي إلى المركزين السابع والثامن على التوالي – لولا أنّ إدارة السباق قرّرت معاقبتهما لاحقًا لخرق الفريق قوانين عدم استخدام نظام التحكّم في الجرّ والمتعلّقة بقدر تأخّر طلب عزم الدوران من دوّاسة الوقود والأخرى التي في القابض عند الانطلاقة.

أمّا بالنسبة لهاميلتون، فقد حلّ في المركز الـ 11 على المسار قبل أن يتقدّم إلى التاسع إثر عقوبة ألفا روميو. رُبّما لخّص ذلك السباق بأكمله، كان يومًا من تلك الأيّام التي تعرّض فيها هاميلتون لحادث، وواجه سباقًا كارثيًا وتمكّن بالرغم من ذلك من تعزيز أفضليّة في صدارة البطولة.

ماكس فيرشتابن، ريد بُل يحتفل بفوزه

ماكس فيرشتابن، ريد بُل يحتفل بفوزه

تصوير: صور لات

كن جزءًا من مجتمع موتورسبورت

انضمّ إلى المحادثة
المقال السابق هاس: أوامر الفريق قد تكون الحل الوحيد لحوادث الزميلَين
المقال التالي لوكلير: "فرّطتُ بكل شيء" بحادثتي في هوكنهايم

أبرز التعليقات

ليس هناك تعليقات على المقال. لمَ لا تبدأ بالتعليق؟

Sign up for free

  • Get quick access to your favorite articles

  • Manage alerts on breaking news and favorite drivers

  • Make your voice heard with article commenting.

Motorsport prime

Discover premium content
اشترك

النسخة

الشرق الأوسط