الكشف عن مسار رالي داكار 2022 في المملكة العربيّة السعوديّة

ستستضيف المملكة النسخة الـ 44 والثالثة على التوالي من الرالي الأكثر تحديًا في التاريخ، ومع بقاء 34 يومًا على انطلاق مجرياته، تمّ الكشف عن مساره ومراحله من خلال عرضٍ تقديمي ساحر.

وستتألّف نسخة هذا العام من الرالي من 12 مرحلة تعبر مختلف أصقاع المملكة ومناظرها الطبيعيّة الخلّابة.

وستبلغ المسافة الإجماليّة للنسخة الجديدة 8375 كلم منها 4258 كلم من مراحل السرعة الخاصة.

وقال سموّ الأمير عبد العزيز بن تُركي الفيصل: "إنّه لمن دواعي سرورنا الترحيب بكم في المملكة العربيّة السعوديّة أرض رياضة المحرّكات وموطن رالي داكار للنسخة الثالثة على التوالي".

وأضاف: "لقد أنعم الله علينا بتوجيه وثقة قيادتنا، ودعم غير محدود نتلقاه من ولي عهدنا، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود. حقق قطاع الرياضة نموًّا كبيرًا في المملكة. تشكل الرياضة ركيزة أساسية في رؤية المملكة 2030 وطموحاتنا مستمرة لرفع وتغذية الاقتصاد المتنامي".

وتابع: "نستمر في الترحيب بالعالم في بلدنا الحبيب وتنظيم أحداث عالمية عالية المستوى، ولكن الأهم من ذلك أننا نركز على إنشاء مجتمع صحي وحيوي يلهم ويشجع مواطنينا وخاصة شبابنا لمساعدتهم على تحقيق التميز الرياضي على المستويات المحلية والإقليمية والدولية".

ثمّ أكمل: "في هذا العصر الاستثنائي للرياضة، لم تكن رياضة السيارات بأي حال من الأحوال غريبة عن وتيرة التطوّر السريعة هذه. وجدت قمم رياضة السيارات موطنًا جديدًا في المملكة، من رالي داكار، إلى بطولة العالم للراليات، والفورمولا إي، وإكستريم إي وبطولة العالم للفورمولا واحد القادمة".

وواصل حديثه بالقول: "بحلول عام 2030، سيضمن رالي داكار أن جميع السائقين سيتنافسون باستخدام مركبات مدعومة بالكامل من طاقة بديلة ذات انبعاث منخفض. تتوافق هذه الخطة تمامًا مع مبادرة السعودية الخضراء، التي أطلقها ولي عهدنا مؤخرًا".

واختتم بالقول: "في يناير 2022، نواصل كتابة الفصل الجديد في قصة رالي دكار في السعودية. نيابة عن الجميع في المملكة نحن ندعوكم لزيارة وتجربة جمال بلدنا والمشاركة مع ثقافتنا الغنية وشعبنا المحب. معًا سنخلق ذكريات لا تُنسى. مرحبًا بكم في داكار 2022. أهلاً بكم في المملكة العربية السعودية".

وسينطلق الرالي من مدينة جدّة، التي ستستضيف نهاية الأسبوع المقبل سباق الفورمولا واحد الأوّل في تاريخها، وذلك عبر مرحلة استعراضيّة قصيرة بمسافة 19 كلم كقسم خاص لتحديد ترتيب الانطلاق لليوم التالي، لكنّ تلك المرحلة ستكون شاقة للغاية كونها تتضمّن مرحلة الربط الأطول في الرالي بمسافة 815 كلم للوصول إلى حائل موقع انطلاق المنافسات الرسميّة.

إذ سيشهد اليوم الثاني إقامة المرحلة الأولى الرسميّة خروجًا من حائل وتنتهي إليها، وهي تضمُ تحدياتٍ صعبةً مع الكثير من الرمال.

وينتقل المتنافسون إثر ذلك إلى المرحلة الثانية بين حائل والأرطاويّة، وستكون هذه المرحلة ماراثونيّة مع وجود الكثير من الكثبان الرمليّة، وبالنظر إلى اعتبارها مرحلة ماراثونيّة فلن يتحصّل السائقون على أيّة مساعدة حتى وصولهم إلى مخيّم المبيت، ولا يُمكن تغيير العجلات كذلك، ولو فعل ذلك أحد المتنافسين فسيتلقى عقوبة زمنيّة.

ينطلق السائقون إثر ذلك من الأرطاويّة نحو القيصومة وسيكون هذا الجزء الأخير من المرحلة الماراثونيّة. ستختلف التضاريس في هذا اليوم من خلال غلبة المسارات الحجريّة في المقطع الأوّل، ومن ثمّ الكثبان الرمليّة في المقطع الأوسط، على أن يحصل السائقون على فرصة الضغط بسرعات عالية في المقطع الثالث الأسرع. لكنّ الجانب الملاحيّ سيلعب دورًا مهمًا.

أمّا المرحلة الرابعة فستربط بين القيصومة والرياض وستكون الأطول في كامل هذه النسخة من الرالي من خلال مسافة 465 كلم على صعيد المرحلة الخاصة. وستلعب الخبرة الملاحيّة دورًا مهمًا للغاية في تحديد نتائجها.

تبيت قافلة الرالي إثر ذلك لأربع ليالٍ في العاصمة الرياض بدءًا من المرحلة الخامسة التي تبدأ منها خلال مسارٍ يتّجه شرقًا ومن ثمّ إلى الجنوب الشرقي قبل العودة إلى الرياض. لن تكون هذه المرحلة سهلة بالنظر إلى عبورها الكثير من الأودية الجافة والمقاطع الصخريّة التي تتسبّب عادة في الكثير من الثقوب المفاجئة في الإطارات. كما أنّ الكثبان العالية ستفرض تحديات ضخمة.

ينتقل السائقون إلى المرحلة السادسة التي ستنطلق من الرياض مجدّدًا قبل العودة إليها، لكن هذه المرّة باتّجاه الغرب وستكون هذه المرحلة الثانية ذات مسافة خاصة تفوق الـ 400 كلم.

يحصل الجميع إثر ذلك على يوم راحةٍ مستحقٍ في الثامن من يناير للاستراحة وشحذ الهمم والاستمتاع بالضيافة في العاصمة الرياض.

يعود هدير المحرّكات في اليوم التالي من خلال المرحلة السابعة بين الرياض والدوادمي التي ستمثّل وجهة جديدة للرالي في نسخة هذا العام وهو ما يتطلّب مهارات ملاحيّة عالية.

ينتقل الرالي إثر ذلك إلى المرحلة الثامنة التي ستربط بين الدوادمي ووادي الدواسر. ستكون هذه مرحلة صعبة بكثبانها الرمليّة وطويلة للغاية، وهو ما سيتسبّب في تأخّر وصول العديد من المتنافسين إلى المخيّم في نهاية اليوم.

نصل إلى المرحلة التاسعة التي ستنطلق من وادي الدواسر وتعود إليه، وستكون مرحلة سريعة للغاية لمنح المتأخّرين فرصة للتعويض وكسب بعض الزمن.

ننتقل إثر ذلك إلى المرحلة العاشرة بالتوجّه من وادي الدواسر نحو بيشة، وستكون هذه المرحلة الوحيدة في الرالي من دون كثبان رمليّة.

أمّا المرحلة الـ 11 فستشهد عبورًا حول بيشة بمسافة تفوق الـ 300 كلم وستتألّف المرحلة بشكلٍ شبه كاملٍ من الكثبان الرمليّة الصعبة. وستكون هذه الرمال ناعمة جدًا قد تكون مخادعة وقد تُحدث بعض المفاجآت.

ويصل الرالي إلى مرحلته الـ 12 الأخيرة الرابطة بين بيشة وجدّة والتي ستكون مرحلة قصيرة في المجمل لكنّها تتضمّن العديد من المسارات الصعبة على الصعيد الملاحي.