ردود فعلٍ متباينة بين السائقين حيال الأنظمة الإلكترونيّة لمراقبة حدود المسار

ستستخدم "فيا" معدات إضافية عند المنعطفين الرابع والـ 11 لتحديد السيارات التي خرجت بالكامل عن المسار.

وعلى الرغم من أنّه قد تمّ استخدام هذا النظام سابقاً في بعض المناسبات على غرار مراقبة اختصار المنعطفات، إلاّ أنّ هذه هي المرة الأولى التي يتمّ فيها اعتماده لمعرفة ما إذا كان أحدهم حصل على أفضلية من خلال خروجه عن المسار.

جاء قرار "فيا" بعد محادثات مطوّلة إثر تسجيل العديد من حالات خروج السائقين عن المسار باستمرار في بريطانيا والنمسا.

وذكرت مصادر مقرّبة من "فيا" أنّه في حال لاقى النظام نجاحاً في المجر فسيتمّ استخدامه في باقي الحلبات.

وأعلن بطل العالم لويس هاميلتون، الذي تمّ شطب زمن محاولته الأولى خلال التجارب التأهيلية في سيلفرستون، عن دعمه لهذا النظام.

"لن أنسب الأمر لي قبل أن أقوله" قال هاميلتون، مضيفاً: "لكنني ذكرت ذلك في السابق، وقد فكّروا بالأمر، وقرروا اعتماده خلال السباقين المقبلين إذ سيسهّل عليهم عملية المراقبة".

وأكمل: "عندما نقول بأنّنا نكسب أفضلية فإنّه يجب اتخاذ بعض التدابير حيال ذلك، إذاً فإنّ هذا النظام خطوةٌ في الاتجاه الصحيح. آمل أن يُسهّل عليهم العمل حتّى لا يضطروا لمشاهدة الإعادة مراراً وتكراراً سعياً لتحديد ما إذا كنا داخل المسار أم خارجه، لذلك أعتقد أنّ الأمور ستكون بخير".

 كما بيّن فرناندو ألونسو أنّ بعض السائقين لا يحالفهم الحظّ أحياناً حين تلتقطهم شاشات التلفاز أو مراقبو السباق عند خروجهم عن المسار في حين ينجو البعض الآخر بفعلته.

"أعتقد أنه أمرٌ إيجابي" قال ألونسو، مضيفاً: "هكذا لن نضطرّ للاعتماد على مراقبي السباق أو على التلفاز أو أيّ شيء آخر".

وأضاف: "من الجيد أن يكون هناك نظام آليّ. استخدام مثل هذه التقنيات في الفورمولا واحد أمرٌ إيجابيّ، إذ يجب أن نستغلّ جميع الإمكانيات المتاحة".

أمّا جنسن باتون فيعتقد بأنّها خطوة إيجابية لأنّه يسهّل أحياناً على السائقين الخروج عن المسار.

"إنّها فكرة جيدة" قال باتون، مضيفاً: "آمل أن تعمل بشكلٍ صحيح. كنّا نأمل ألا نحتاج لمثل هذا النظام، لكن ما باليدِ حيلة".

وأضاف: "الحفف الجانبية متشابهة في جميع الحلبات لذلك من السهل الخروج عن المسار عند الصعود عليها. لذلك نحتاج لأمرٍ يردعنا عن القيام بذلك".

وأكمل: "الأمر الطريف هو أنّه في سيلفرستون على الرغم من أنّ البعض كان يدرك بأنّه سيحصل على عقوبة في حال خرج عن المسار إلاّ أنّهم واصلوا القيام بذلك لأنّه يصعب جداً الحكم ما إذا كانوا خرجوا عن المسار بشكل كامل أم جزئي".

ثم تابع: "في معظم الأحيان لا نستطيع رؤية حدود الحلبة لأنّ موقعنا متدنٍ جداً في السيارة. كما أنّ تصميم الحفف الجانبية الحالي يزيد الأمور تعقيداً. ربّما نحن في حاجة لتصغيرها حتى لا نخرج عليها بقدرٍ كبير".

فيتيل معارض

في حين أنّ معظم زملائه أبدوا دعمهم للفكرة، إلّا أنّ سيباستيان فيتيل قال أنّ حقيقة الحاجة إلى نظام كشفٍ مماثلٍ عبارة عن اتّهامٍ واضحٍ للطريقة التي تُصمّم بها الحلبات.

وقال الألماني: "أعتقد أنّه يجب لوم «فيا» على بناء حلبات تكون فيها أسرع إذا خرجت عن المسار عوضاً عن البقاء عليه. قمت بجولة على المسار في الصباح وأعتقد أنّه مخيّبٌ للآمال بعض الشيء".

وتابع: "أعتقد أنّه قد تمّ إنفاق قدرٍ كبيرٍ من المال توجّب على الحلبة دفعه من أجل تركيب نوعٍ معيّنٍ من الحفف الجانبيّة".

وأضاف: "نتيجة لذلك من المرجّح أن يكون الخروج عن المسار أسرع من البقاء عليه. لذلك أعتقد أنّ الهدف يتمثّل في بناء حلبات مصمّمة ليبقى السائقون على المسار وعدم السماح لهم بالخروج عنه ووضع هذه المستشعرات وكلّ تلك الأمور. في حالّ فكّرت في الأمر فلن تجده منطقياً، أليس كذلك؟".

كما عبّر فيتيل عن خيبة أمله حيال الطلب من جميع الحلبات اعتماد تصاميم حفف جانبيّة متشابهة.

وقال في هذا الصدد: "تُحدّد الحفف الجانبيّة طابع الحلبة وروحها، وفي حال استخدمنا نفس الحفف على جميع الحلبات فسيكون الشعور شبه متطابقٍ مع مجرّد اختلاف نوع المنعطفات فحسب".

وأضاف: "لكن هناك أكثر بكثيرٍ من مجرّد شكل المنعطف، هناك المطبّات والحفف التي تمنحك شعوراً معيّناً، إذ أعتقد أنّها تسمح لنا كسائقين داخل السيارة بإحداث الفارق".

وأكمل: "في حال وضعنا نفس الحفف فإنّنا ننزع ذلك الجزء من المسار، وأعتقد أنّه من المؤسف أن نخسر الحفف التقليديّة لهذه الحلبة. حدث أمرٌ مماثلٌ لحلبات أخرى. لتلخيص الأمر: لست من داعمي هذه الفكرة".